Friday, December 28, 2007

بيان اتّّحاد الكتّاب السّودانّين حول معرض الكتاب التّابع لوزارة الثّقافة

بيان اتّّحاد الكتّاب السّودانّين حول معرض الكتاب التّابع لوزارة الثّقافة
وحبس موظفي مكتبة مدبولي ومصادرة كتب لدار عزّة للنّشر

اتّساقاً مع مواقفه المبدئيّة في الدّفاع عن حرّيّة التّعبير والضمير، وحرّيّة النّشر وتلقّي المعلومات، مع
احترامه للقضاء العادل وأحكامه، يُعرب اتّحاد الكتّاب السّودانيّين عن قلقه ممّا جرى من ملابسات أدّت إلى حبس موظّفي مكتبة مدبولي (القاهرة) ومصادرة كتب لدار عزّة للنّشر (الخرطوم)، على خلفيّة عرض كتاب رأت فيه المحكمة مسبّةً للدّين الإسلامي، وذلك ضمن فعاليّات معرض الخرطوم الدّولي للكتاب (30/11-13/12/2007م)، الذي أقامته جهة رسميّة هي وزارة الثّقافة والشّباب والرّياضة. ولا يفوت الاتّحاد، إذ يُعرب عن قلقه، أن يُشيد بمواقف عضويّته وغير عضويّته في مختلف أنحاء البلاد والعالم التي تنادت عبر العديد من المنابر الإلكترونيّة وغيرها، للتّوقيع رفضاً لكلّ أشكال مصادرة الحقوق الأساسيّة للإنسان. كما لا يفوت الاتّحاد أن يثمّن الإسهام الكبير الذي ظلّت تقدّمه مكتبة مدبولي ومكتبة عزّة، خدمةً للاستنارة والوعي في العالم العربي والسّودان، بإتاحتهما عبر النّشر للعديد من المصادر المهمّة في شتّى ضروب المعرفة ومقاومتهما في سبيل ذلك لكلّ أشكال القمع والمصادرة.
إنّنا نطالب بإطلاق سراح منسوبي مكتبة مدبولي، وإعادة الكتب المصادرة من دار عزّة للنّشر، كما نطالب الجهات الرّسميّة التي وقع على عاتقها مسئوليّة إقامة المعرض أن تتحمّل مسئوليّتها كاملة. إذ ينبغي أن تتحمّل المسئوليّة كاملة إزاء تسرّب كتب غير مرغوب فيها رسميّاً، فضلاً عن الدّفاع عن حقوق الدّور التي تعرض كتبها. فلو أنّها دقّقت في قائمة ومحتويات الكتب الواردة لمعرضها لكان في مقدورها، فنّيّاً، سحب أيٍّ منها قبل العرض. وتجيء مطالبتُنا هذي تذكيراً بالتّبعة القانونيّة التي تُلقى على عاتق الصّحف اليوميّة إذ تُحمّل مسئوليّة ما يكتب فيها. فكيف تّقيم جهةٌ رسميّة معرضاً للكتاب دون أن تكون مسئولة عمّا يُعرض فيه من كتب، حتّى إذا تبيّن أنّ هناك ما يمسّ الدّين ورموزه ألقت الدّولة بثقلها القانوني على موظّفين أجانب يتبعون لدار نشرٍ أجنبيّة استقدمتهم الجهة الرّسميّة لعرض كتبهم بالبلاد؟ ثمّ كيف يمكن أن تقوم جهات ترفض أن تسمّي نفسها بمصادرة كتب متاحة في معرض عام تُقيمُه جهة رسميّة هي وزارة الثّقافة، ثمّ تأبى أن تُحرّر خطاباً بقائمة الكتب التي قامت بمصادرتها؟ مقروناً مع ما ذُكر أعلاه، ننبّه إلى ضرورة ألاّ تُستغلّ مثل هذه الأحداث، التي كان يمكن معالجتها دون ضجّة وبهدوء تام، لنشر موجة من التّخويف يُقصد منها إسكات صوت الكتّاب بإرهابهم باسم الدّين.
اتّحاد الكتّاب السّودانيّين
الخرطوم 23/12/2008م

No comments: